الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

مآل شلة ( من بنات فراءة بعض الاساطير الصغيرة للكاتب منصور الصويم)






يَعرِجُ الحطَّاب الي يبته خلف الغاب .كُلَّ يوم قمة إمتعاطه و تذمره ,كلاب السلطان احترفت السرقة, بعضها من مجموعها تجيد المداعبة , و الاخري تصيب اهدافها بدقة , ترأف بترك القليل مما قد يسد رمقه و يمنحه جهدا ليوم آخر ,(حكمة الرافة)..
لم يعرف الحطاب عن البحر الا جداول لئيمة تعيق تحركه في الغاب و بعض الحفر , يكره المطر, و يرجو الشمس باللا افول.
يقال انه تجمع بعضّ حطابي المنطقة ينوون رسم طريقهم للنجاة و زجر الكلاب اللعينة , او قتلها , او .. لا بد من القضاء عليها , يسير بهم اللقاء  الي ثورة مؤكدة و انت تسمع وعيدهم و تمسكهم , خصوصا و قد توافدت عليهم دعومات من باقي الفئات , عمال و موظفين و مثقفين , و الذي يعرف ان الطريق الي مربط الكلاب و السلطان سهلا كما بيت عنكبوتي , لا يساوره شك في نجاح هذا العمل و قيمته المعنوية و المادية التي تنهال علي جميع حطابي المنطقة بالخير الوفير.
من حكمة السلطان , كان يعرف بما قد يحدث في أي وقت , تجمعت اليه جميع الكلاب تشكو اليه اجتماعهم المذل كما يرونه, و الذي قد ينسف نماء الوطن و الانسان ,هدأ السلطان من روعهم و قلقهم ببعض الاوامر , قال لهم في امر قاطع , افتحوا البحر نحوهم , قالوا كيف , قال فلتاتو بكل المساجين و دعوهم يعملوا علي ازالة الاعشاب , و نظافة الشاطئ , قالوا ثم ماذا بعد ؟, قل فلتنهتوا من هذا !, ففعلوا في وقت وجيز , ثم أتوه , قال لهم اعطوهم كل اسباب السمر هناك , افتتحوا الملاهي و الالعاب  , اتوه بعد برهة , لم ينفع يا مولانا , قال لا تياسوا ,.ثم أعقب ,, هل تتذكرون طرق العاهرات القديمة , قالوا بلا , قال فلتفتحوها علي البحر و البسوهن لباس النضال الذي يعرفونه في بادئ الامر , ففعلوه و جاءوه بعد برهة و بعض الحسرات, قالوا له نراهم يجلسون معهن و اظنهم كمن ازداد قوة .. قال لهم فلتصبروا قليلا , و اتوه بعد زمن , قالوا لهم هاهم يخرجون الي الشارع , قال لهم فلتقتلوا قلة منهم  ودعوهم لذات شأن البحر, ففعلوا ...  تكرر الحدث للمرة الثانية , و عادوا الي بحرهم ....
في المرة الأخيرة حضرت كل الكلاب الي السلطان في كامل ابهتهم ...يبتهجون و يجملون الهدايا و قصائد المدح و التبجيل , قال لهم ما بالكم ؟ , قالوا له لقد صنعت القاضية يا مولانا , قال كيف؟ قالوا : تحولت ادوت نضالهم الي مجالس تنافس بعضها ,, في القُوادة ,, و لا نظنهم عائدون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق