الأحد، 30 مارس 2014

من رواية "كتاب الرسم و الخط" .....................ساراماجو


"حبيبي". تكرار الكلمة خلال عشر صفحات, كتابتها بغير إنقطاع, بلا راحة, بلا فراغ, اولاًببطء, حرفاً حرفاً, و راسماً التلال الثلاثة لحرف  m  باليد, و العقدة المرتخية لحرف e مثل ذراع مستريح, و القاع العميق لنهر حُفر في حرف u , ثم دهشة و صيحة حرف a فضلاً عن الموجات البحرية لحرف m الاخري, و o التي يمكن ان تكون فقط شمسنا الفريدة هذه, و في النهاية حرف r بيت كامل, أو كوخ, أو مظلة ((العبارة البرتغالية هي meu amor التي تعني: حبي او حبيبي )), ثم نقل كل هذا الرسم البطئ الي تسلسل مرتعش, علامة مرجفة, لأن الأعضاء تنتفش و تندهش, بحر أبيض من الصفحة, فوطة ساطعة او ملاءة منشورة. ((حبيبي)) قلتيها, و أنا قلتها, فاتحاً لك بابي كاملاً, و دخلتي.فتحتي عينيك كثيراً عند التقدم نحوي, لرؤيتي بشكل افضل او اكثر, و وضعتي شنطة يدك علي الأرض. و قبل أن أُقبِّلك , قلتِ, يمكنك أن تقولي للتهدئة :"أتيت لأبقي هذه الليلة معك" لم تأت لا مبكراً و لا متأخراً. أتيتِ في الساعة المحددة, في اللحظة المضبوطة, في إستراحة الوقت المعينة و الثمينة التي فيها أستطيع أن أنتظرك. بين لوحاتي المسكينة, المحاطة بأشياء مرسومة و لطيفة تجردنا من ثيابنا.
جسدك طازج جداً. متلهف, و مع ذلك دون عجلة. بعد ذلك, عاريان, تبادلنا النظر بلا حياء, لأن الجنة أن نبقي عراة و نحن نعرف ذلك. و علي مهلنا (لا يمكن ذلك الا علي مهلنا, فقط علي مهلنا) اقترب كل منا للآخر , و بقينا علي مقربة, و فجأة توحدنا, و ارتعشنا, كل منا مشدود نحو الآخر, ذكري بطنك , ذراعاك الملفوفتان حول رقبتي, فمي و فمك, لساني و لسانك, أسناننا, انفاسنا الممتزجة, المتغذية من بعضها, حديثنا دون أن نتكلم, رجفتنا اللا نهائية, التي تشبه الإهتزاز, حروفنا الملتبسة, وقفتنا, نركع, نصعد درجة سلم, و بعد ذلك ببطء, كأن الهواء يحمينا . وقعتي علي ظهرك و انا فوقك, عاريين تماماً, بعدها نتدحرج عاريين, أنتِ فوق جسدي, نهداك البضان و فخذاك يغطوني, فخذان كالجناحين. و انتِ فوقي نتوحد, نتدحرج مرة اخري, و انا فوقك , شعرك يشتعل, و يداي المفـتوحتان علي الأرض كأنها أكتاف تستند علي العالم, أو السماء, و في المسافة بيننا تتكثف نظراتنا, بعدها تتشوش, و يدفق الدم بزمجرة و يتحسر في الأوردة, في الشرايين, نابضاً في الأصداغ, و يعصف الجسدبالجسد تحت الجلد. نحن الشمس و الجدران تدور, و الكتب , و اللوحات, المريخ و المشتري ز زحل و الزهرةو بلوتون الضئيل و الأرض. هنا الآن البحر, ليس بحراً متسعاً  ومحيطاً, بل موجة مضغوطة من القاع بين جدارين من المرجان و صاعدة, صاعدة حتي الإنفجار في الزبد, سائلة.,,,,,

يتبع

الاثنين، 24 مارس 2014

سائق الروزا


الذي تفعله عجلة القيادة, تواطأ مع المقعد , تختاطان حبات متعرقة, تبدو اشد سوداً علي الجبين. و لأنها ساهمة علي مسارين, كماسات براقة تتقوقع من ابطاءها كأنها من شامات الخد الساكنة مثل ثقوب حادة علي الخدين.لا يترك القائد مجالاً للمهم من باله , متقصداً قفشاته الفائتة و القادمة مع زملائه الآخرين, او ما يرنوه من قادم الحديث حين الوصول للمحطة الأخيرة, يتمكن من تثبيت تلك الرغللة علي هذا النحو. الطريق غير الطويل و الركاب علي جانبيه , تنحيا هنا و إسراعاً للحاق بمجموعة ركاب أخري تنتظر خوف ان يظفر بها غيره, تفلتاته من صغار العربات و التي تدخل بصورة عشوائية, و أحيانا كثيرة يحشر حجمه الكبير عنوة علي المسارات التي تستوجب انتظار غيره للمرور. جلبة الركاب و الحديث بصوت عال و الانتباه لصفير مساعده للوقوف, تفننت عادات اليومي في استيعابها كفطرته منذ ميلاد بعيد. 
المصنوع من كل هذا الزخم, صار من عادات الشمس في ظهورها حتي افولها اليومي, تتبع صيرورته حتي الليل له فيها شأنه الخاص, الذي يهم هنا عدم خلط الالوان لدي ناظرتيه الصغيرتين. كأن تفطرت عاداته ربما من قديم رغباته او بدون ذلك, تفطرت الي هذا المنتج من خامات عدة, الحوجة رافد ثانوي من روافد الخام. 
لنلقي بالاً لبعض صفات هذا المنتج, من دواعي قفشاته أو جشعه بعض الأحيان, يتصيد الركاب علي جانبي الطريق, يقصد الأمكنة الأكثر ثراء بهم. أعرف ثمة تناقض يبدو من كونه منتج و دمج ذلك بفطرة البدائي. ولكم ان تعاتبو شمس كل يوم علي ذلك, ليس من سخونتها أو ابتعادها. لكن من تعاقبها الممل دون التطرق لوقوف او التمهل. ثمة لحظة من كل هذا أرجو من سيادة القاضي المبجل الإنتباه جيدا لمكنونها العميق, العربة الواقفة للامام و في طريقها لركوب الشارع الاسفلت مرة أخري و لكنها تنتظر بعض الركاب للصعود و من ثم الأنطلاق, و صديقنا هنا أو المتهم الذي يمتثل أمامكم هو الذي يقود العربة في الخلف. فطرته قادته الي ركوب الأسفلت أولاً. في سرعة أقرب الي القصوي ليسبق الذي أمامه و فطرة الشارع المستمرة في الإمتثال لأمره حيث يكون الفضاء أمامه , كل هذا ضاءل من حجم المرأة في طريقها لعبورها الشارع و هي اقوي تأكداً أنها تعبر بطريقة سليمة جدا, تضاءل حجمها امام القائد حد ان صارت غير مرئية.
إنها من أفعال الفطرة يا مولانا .. الإنسان.

الأربعاء، 12 مارس 2014

وشاكة


العرَّاب
يدس في جيبه الخلفي علبة توباكو.
بين خطواته,
حبيبة
و بستان
غايةٌ في الاتساع.
أشلاء اعتصرتها أياديه
ملقاة علي جانبي الطريق
قال
كنَّ علي وشك
اليقين.


الأحد، 9 مارس 2014

سارة ... نص قديم


الاسطورة تقول:
بروميثيوس يخدع الإله زوس حول اضحيات يعود قسم منها للآلهة  في ان يجعل ثيتس تستطيع ان تحمل من زوس ابناً اكثر منه قوة ولم يخبره بذلك رغم تعذيب زوس له بعد ان اخبره والده ثيمس بذلك بقصد ان يخبره, يخلق بروميثوس رجالا من طين و اعطي الإنسان النار سارقا سرها من الآلهة , يرسل زوس جرة من الشر مع بتدورا انتقاماً لأخي بروميثوس, فعلق علي صخرة جبل , حيث تمزق كبده النسور يوميا , و لكن كبده تعود من جديد في الليل الي حالها الاولي, و هكذا يستمر عذابه للأبد,,,,



اول ليلة,
في فضاء عذاباته الشاق
يمضي النسر شبعاً.
كبد الرجل المصلوب الي صخر
 بقايا دماءها من فمه
تتقطر.
 الموت,
 يداعب بروميثيوس بمخالب (زوس) الغاضب.
 ..
تأتيه كاملة الضوء
 (سارة),
 تحمل شعلة,
 منذ
قالت تلك نارك
جعلتَها لخلود الإنسان.
قال,
 كيف شئتيه.
حدث هذا ذات حلم بالوصول
قالت,
 منك,
 الي الإنسان.
 النار,
 لم اخرجها بعد
 قيدوني قبل ذلك.
قالت,
 جُبتُ الغابات و الوديان.
تحكي رحلتها,
رواغتُ وحوش الغابات
 افاعيها الئيمة
ركبتُ البحار و الوديان
التماسيح أنستها,
  اخبرتها بغذاءها الموجود في اعماق المحيط
حتي اختفت
تسرد بدقة ما حدث
مثل شهريار,
 يلتئم الجرح
 ينام قبل ان يدركه الفجر.
 تمضي هي.
تعود  في اليوم التالي
تخبره بأفعال  الأنبياء
و احاديث الشعراء
 يلتئم الجرح مرة أخري .
تحكي له عن درويش ايضاً
و عن مصطفي سيد احمد
و ...
.....
...
الرواية تحكي عن بروميثيوس الخائن
سرق النار من الإله المجيد زوس
..........
يقول بروميثيوس .. خبأتُها بغرض اشاعتها لاحقاً
 صلبوني قبل ذلك.
...
بهتاناً يقول (زوس) للنسر المكار
إنه فضل منه و رحمة
يعيدُ الحياة لبروميثيوس
من اجل غذائه
كلً يوم.
...
و انا
اعيد ترتيب احاديث الشاي نهار اليوم
الفيما نبدو أحباء
 مقعد الإحتمال فارغٌ تماماً
 الضفادع تسرق بارقة الله 
القادم نحوي
صوتها يشنق ليلي
 .. و أمني
سلطانة القوام تَرُصُّ امزجتنا بتأني
مثل فستانها العنابي يقف متناسقاً عند حد
نتفق
او
 لا نتفق في نهايات العالم.
امريكا تختار رعاياها حيث يفشل الآخرون
في الحصول علي تأشيرة.
أديس الفقيرة
لا تملك ميزانية اسلحة اضافية لجنودها.
علي الحدود الشاسعة
راقني هذا العبث
 من دخان سيجارتي المتصاعد
ثم أجمعني عبر محدثي
يُسقِط علي الطاولة الصغيرة
خيبات رغباته بامتلاك ثمار الحياة
متسلقاً ساق الرحيل الهزيل.
مثل شئٍ فواح ,
انتشر عبر بقية الأفواه
قالوا
ما عادت تصلح الفلاحة هنا
......
المنفي يسعي نحوي,
 تحت الوسادة
اهرب منه
 متقلباً علي جانبي الأيسر
عساه
يأتونني واحداً تلو الآخر
طيفي ايضاً زائف في المنتصف
طمأنوني علي اطفال
نضر قادمين
اكثر حظاً و خيراً
خيالنا طوَّف حول الطعم و الحلاوة.
...
اللعنة علي الضفادع اللئيمة ,
أف..
....
ربما قرب دارها تصيح الضفادع,
 الآن.
لكنها لا تلعن مثلي
اعرف أنها مستيقظة
تلم احلامنا علي ايقاع هذا
النقيق
تؤلف مقطوعة علي امتداد الجدول
حتي النهر
تجدف بمجدافين
لاتنظرني للافق
نحفر مجري للسنابل
نسقيها كل يوم
لا نحفل بالانتظار
معاً,
 يكفينا زاداً لألفٍ من السنين .
...
الضفادع تركن الي
 تبتبةٍ ناااااااااااعمة.
..
....
يا الله ...
أخيرا ...
أحبك يا وطني.
..
اعرف سارة,
 تحكي الآن
عن شقائي في الغد.
و ..
لا مبالياً
اتثاءب.