المُعتقَد..
في حدود درايته , تجوال عبر أزقة لا تتخطي قيد امتار قليلة, ينطلق الفأر عابراً المساحة أمامه مئات المرات, تَلُهفاً لما يسد حوجته من جوع قدر المستطاع ,و بعد أن ينال كفايته يستطيع صنع بهجته قافزاً هنا و هناك, محلقاً بعض الأحيان عندما يعتلي طاولة كان قد رأها أعلي بكثير.
قَد لا يعرف الفأر شيئاً عن سماء أو أرضٍ أخري
كل فراسته و دهائه تنتقل في حقله اليُري ضيقاً, يعرف مخبأه جيدا, توقيت الخروج, التسارع المُضطر اليه, القفز, من تلقائية الفعل و رد الفعل صار الفأر فأراً بكامل فطرته , من أساس رغبته في الطعام تشكلت رغبة الشبع و البهجة, (البهجة هنا قدر المستطاع و لكنها لا تحتم عليه السعي نحوها اذ ضاق المجال).
في هذا الإطار الضيق هناك معتدي عليه, هو حيوانٌ أضخم بكثير, أشبه بالبشري و لكنه أقل بكثير, هو صاحب الطعام و المكان, يري الفأر عدوٌ قبيح يستوجب القضاء عليه, لذا لا بُدَّ من وجود الفخاخ, و التي تصنع علي عدة طرق و يبقي اظهار ما تحبه الفئران من أطعمة هو محور الفخ.
الفأر , تلاحظون , يستخدم كل دهائه و فراسته في كيفية الوصول للطعام و من ثم الحصول عليه, رُغم ذلك لم تقوده خبرته نحو معرفة حقيقة الطعام, لم يتوصل بعد لشئ يقوده الي جوهره, بعيدا عما ألفه من مظهر.
فقط هذا حتي الآن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق