الاثنين، 5 أغسطس 2013

ياسمينة .. قصة قصيرة





 ياسمينة ...يا شوك ...رفقاً بنا 
 الي ...(ملاك نثر القه للناس)... 
 ترتدُّ الغمامات فاغرة فاها عندما لا تبتسمين لها يا سيدتي
يحزنها ان عَبَسْتِ طويلاً ..........
.ثمّ لا تُمطرُ ..ليس أبداً ..
كيفما ترجوك ...يا طيبة 

  (ياسمينة)  تختال  علي تلٍ عالٍ بما يُعتَقدْ في قساوة المناخ , و رياح حارَّة موسومة بغبارٍ كثيف تفضي الي الآمٍ في الظهر و الكتفين و حيرة الحركة , لقلبها شرايين تجري ضد مسار الآنا المتوحشة , تبعث بأشعتها المرئية الي كل النواحي حتي تتمكن من التقاظ ماتعلم بوجوده بكثرة في كل الجهات, اطفال عراة , قهرا و عنوة يجابهون خواء حتي خواطرهم اللطيفة من مستقر المأكل و المسكن, (ياسمينه) تحتال علي كل الأوعية الداعمة و الناقلة لتعبر خلالهم عبر طرق وعرة ...و أزقة يصعب التحرك فيها, للوصول الي جحورهم الضيقة ,ثمَّ  تنثر روائحها عبقاً ينتشر طعاما و مستقرا الي حين ميسرة اوفر و أوقر ,, تجلس معهم كثيراً حتي ينجلي ضيق الحال لديهم ,,هذا حالها الي أن يفرض عليها غياب الشمس هجوعها الآمن , حيث تقضي ليلها بحثا عن غدٍ اكثر حكمة و اتساعاً...
.تسر (ياسمينة) بغصن غَض يجاورها في غفلة من زمان , يسرد لها حكايا الإنسان و الأخلاق و التاريخ و البطولات , لا تمل منه ابداً, و تحكيه استغراباتها لكل ما ينحرف عن صيغة الإنسان , بعقلٍ راجح وقلمٍ دفَّاق تنقد و تحلل و لا تفتر ابدا من تعليمه .. و من سرد خواطر تتوالي , تملك نواصي أدب حقيقي و مؤثر , فقد قرأت الكثير و كتبت ملاحظاتها في بعض ما قرأت, هي أقرب لواقع الحال رغم تعقيدات يتطلبها النقد او التحليل أو البوح أحياناً كثيرة, و في الأخيرة كانت الآنا لديها تجري في مسرح شاسع , تتساقط روحها العذبة علي الورق مثل شلال وديع و خفيف وحاد جداً, سرعان ما يغمر نهراً, و الغصن يعجبه كل ذلك مع كامل الحب و الأماني, حتي تستطيع أخيرا اغلاق المسار الشرياني لقلبها عبر دائرة لا تفتر من بعث الأمل و الفرح لديهما بما يزيد من إتساع بؤرة البذل و العطاء
خارجاً, بعد أن تقبل رفقته طويل الخير و الحب ......

تحكي ياسمينة الوطن بما يساوره شدو في اللا يقين ...
فألي بالجدول يبلل جوفي بماءه العذب الي الأبد , يجري نحوي هامراً رزازه في فرح, لا اشكو له الريح , يشنقها قبل أن تهب هوجاءها علي , سامرته ذات مساء بأن يكف عني تدليله , فالطقس أقوي منه و مني , قال حتي يقعدني هو و ينضب ما بي , قلت و لكنني حتماً سأخرج مبتعدة عنه ذات يوم , قال سيحرسك أعواني, هم في كل مكان... شببت علي حمايته و أنا أخوض وحدي وحلاً غائراً  , يرفع أرجلي بقوة أعرفها عنه, ينظف عن ملابسي و جسدي ما قد علق من روث الطريق, استقمت قليلاً و عزمت علي المشقة دون عونه , وفعلت ليبتسم هو شاحباً بعد أن اعياه طول المسار, كنت أراه كيف يرتب الاشجار البعيدة و القريبة و يسقيها حتي تروي , ينتقل من شتله يُعلي من قوامها لأخري تنتظر مجيئه عطشة, كان يعطي كل الألوان بلا مفاضلة
,ذات عهد , أراه يبكي عاجزاً, يقول أري كل الجدار حولي في طريقها للسقوط, يقعدني عجزي اللئيم عن الدعم أو حتي الصراخ,  الإنسان تتغير طينته السمراء الي سوادٍ داكن ,و السماء يعجزها الوصول الي الأرض بارتياح  لتقول كلمتها ,, تنهمر منها المياه فقط لتزيد كمية الوحل  , حتي أنني أرجو أن يشح ما بي لأنام في راحة من البال و لا اشاهد ما يعكر صفوي , و انتي يا ابنتي الصغيرة..ليتك لا تحاكين بكائي, فبامكانك الوصول دوني... عاهدته علي ذلك  ما استطعت اليه سبيلاً, رغم تهاوي اعمدة المنازل أمامي الآن  و العهد الجائر ما يزال قائماً,,
فقط ليت أبي لو علمني الصراخ قبل أن يفارقني,, ليته ,,ارغب في ان يسمعني الآن ..او ...ياخذني اليه و لا افارقه أبداً ..
الثمرة واضحة النضوج تسقط علي الأرض امامي , الديدان التي نمت داخلها و تاكلتها بنهم تصير جزءاً هاماً في بنيانها العضوي , وجبة دسمة لبغاث الارض و طفيلاتها المنتشرة, اعترف بتاخر اكتشافي لهذا الزهو المطرد داخله, ثم صرت ارجوه التاني , الزمن فات فواته ليرتمي قربي لا حول لي ولا قوة في مساعدته,,,,, بإذن ريح هادئة ,و قد خف وزنها تأخذ  ما تبقي من الثمرة لمصائر اخري لا تجادل فيها و لا تُسْاَل عنها بعد ذلك ,
ما تزال النسائم تعانق سائر جسدي و الصغار يلتفون حولي بفرح, غائرات الجرح تتلاشي الآمها أوان إندفاعهم نحوي, آمنتُ بهم وحدهم دون سائر الناس, رغم خواء حقيبتي بعض الأحيان يعرفون بأن غدا سيكون أوفر حظاً, ملامحهم الطيبة تدخل علي قلبي برداً و سلاماً, لا يغدرون و لا يكذبون, ذات دماء غزيرة من راحة قدمي, يلتفون حولها  مثل شاشٍ ابيض حتي استفيق علي امنياتهم و دعاءهم اللطيف, أحكي لهم عن السبب رغبة في امتصاص بعض قلقهم, لا اكذب عليهم , كان جرح الليلة الفائتة , من كان غصناً طيباً اصابته بعض الحمي , هرولتُ الي الخارج لمناداة من يمكن من مساعدته و الذهاب الي أقرب وحدة علاجية, حتي عدنا الي الدار و وجدتُ قدمي تدمي , يضحكون و أضحك معهم, قالوا لي لا بد ان يخف قلقك عليه قليلاً, فقد صرتُ ذابلة منذ قدومه الي, هكذا يقرأون ما بي , و لا اهتم الا بهم و بسعادته و طيب خاطره في ذلك الوقت,,,
تقترب مني فراشة زاهية لتهمس لي تحذرني من مغبات التسامح و المصالحة مع الريح , قالت لي الغادرة , تجد بتلاتي قد قل  رحيقها و لا يسعها التهام ما تبقي , ابتسم لها شاكرة , مطمئنة بقرب زوال المحنة و ما يلم بنا من ضيق الحال و الاعياء, تتمني لي الخير و تمضي,اوراق الأشجار تلومني علي صمتي و شح كلامي الفاتن مثل موسيقي أخاذة  كما تسميه, ,,,,   يهرب مني ما يقال منهم سريعاً لاتدثر برجاءات الغد و جماله القادم لا محالة,,,كما أستنشقه
حتي وجدت الأرض تحتي يجف قلبها الغالي , تزحف رمالها الي ما وراء التل, دون أدني التفاتة حنين , و تستغرب معي أسافل الجبل القريب,,
 ثم ترنو  ياسمينة النهرَ بكلِّ رجاءات الدنيا , تحتضن كائنا صغيراً بقوة , لا تلقي بالاَ لغصنٍ تلتهمه امواجه العاتية, و تأخذه بعيداً........  

 ختاماً تعتذر للغصن لو ساءه فهم البوح هنا, ليت النهر يمنحه مجد الحياة و الانسان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق