الثلاثاء، 8 أبريل 2014

حمي

قبل أثر الحمي , الجبل و إلي قمته يدركه بياض صارمٌ في البيان. تظل وثارته قاب أنا و انا فقط , شخصٌ وحيد. أدركته ذات حائرة الي الصعود. أعترفنا في القمة أنها ديمومة الإلفة. تسبحنا غمامات تعبرنا, الليل تغمزنا نجماته البعيدة, نقرأ سطورها, تقول: خالدين انتما, نبتسم . نقتنص لحظاتنا نجزئها علي مهلنا, الشمس تدرك الوقت علي أيقاع حديثنا. تسلمه لبقية الكون. تدس أحضاني . أتذكر عندما كادت أن تنزلق قدمي حينما حططتها خطأ علي حافة خارج الوثارة. أسلمت يديً و عقلي و قلبي و عيني لوردة أو ثلاثة ذات غصن وحيد, إستعن بالرياح ليستبين حبلاً لم يتمهل البتة في اللحاق بي, و هكذا حتي صنعته حاجزاً يَحفُّ حديقتي, أمتن أمتنُّ له. أصير لا أُدرك الا الشمس و السحب. و عصافير تشدو . لا تقول اللحن مرتين. يسألني صراع تحتي بصوت عال, أن أغثني, ارد: أنا في القمة أيها الغبي. حتي أعرف الخوف, جسد القمة تصبه حمي علي غفلة, أرتمي علي جبيني من قلق. يا شمس, أنتي تصنعين الرخاء, كوني بردا و سلاما. كوني فرحاً, أمناً. إعصري من غيماتك ما يبهج الحشا. و جبيني علي حاله أسمع صوت الشمس:
لن تتعافي حتي تُسكت إستفزازاتك 
- لا أعرف هذا
منذ متي لم تنظر لأاسفل؟
أتذكر , قلت ربما زماناً ليس بالسهل, تعرفين أنني في القمة
تقول : و ما بال تلك الشجيرات تنتظر أن تمنن عليها, أن تنظر اليها لتعرف فيما يرغبن.
و هل خُلقتُ لهنّ؟
أو لم تتكئ علي بعضها و انت تعبر الي أعلي؟
- بلي, نثرت عليهن بعض الفرح و السلوي. كنً يبتهجن, خفت عليهن لذا حينما صعدت كن علي هجيعتهن يبتسمن.
إذن لا باس أن تنظرهن من وقت لآخر
- و ما يعنيه هذا و الحمي هنا؟
الا تعرف أنه جسدٌ واحد. 
في البدء خفت أن يصيبني دوار الاماكن العالية حين النظر لأسفل, رويداً رويداً تثبتت قدماي و قلبي علي قمته , أنظر اليهن أراهن كمن يستغيث بي, أفتح كلتا كفاي ليعرفن أنه ماذا بيدي لافعله.علي هذه الحال حيناً حتي ياتيني رسول منهن. كانت ريح باردة تهمس في أذني. اشارت علي بإرخاء الحبل اليهن. قالت وردتي لا تخف أنه لن ينقص من حمايته لنا و هو من طوله يصل اليهن. فاتفقنا ربما لو أمسكناه سوية يكون أفضل. طمأنتني حينما مدت يدها. عرفت أن الحمي قد تلاشت.

هناك تعليق واحد: